السبت، 4 يونيو 2011

الرعب الأخضر

طالعتنا عناوين الصحف بهجوم عنيف ترافق مع دخول الصيف لأحد سلالات بكتريا القولون الشهيرة والمعروفة بال Escherichia coli ، والتي أثارت حالة من الرعب في ألمانيا والدول المجــاورة  وتسببت في موت 17 شخص بينما يوجد حوالي 1700 مصاب يعانون من ويلات المرض وأنطلقت حملة من الإتهامات ضد مصدري الخضر في أسبانيا والتي قابلتها حملة دفاعية أسبانية مضادة تنفي أن تكون منتجاتهم هي مصدر العدوى ، ورفعت الأنباء التي وردت من أمريكا عن إصابة حالتين بالمرض من حالة القلق لدى البشر في كافة أقطار الأرض وحتى الأن فقد سجلت 10 دول حدوث اصابات بالمرض لديها ،والسلالة الممرضة والتي تعرف ب 0104:H4 لها قدرة كبيرة على الإلتصاق بجدار الأمعاء وإفراز سمومها مسببة حالة شديدة من الإسهال والقيء وفي الحالات المتأخرة يتطور المرض للمتلازمة المعروفة ب hemolytic uremic syndrome حيث يصاب المريض بالفشل الكلوي و تصاب كرات الدم الحمراء بالتحلل ويصاب المريض بالإسهال الدموي وينتهي الأمر بحدوث سكتة دماغية وغيبوبة.

وبالرغم من أن هذه الحالة لا تظهر ألا في نسبة لا تتعدي ال 10% من حالات الإصابة بالتسمم الغذائي الناتج عن ال E.Coli ألا أن السلالة المنتشرة حاليا تسببت لحوالي 470 مريض من مجموع الإصابات في ظهور أعراض HUS عليهم وهي تعتبر نسبة مرتفعة جدا مقارنة بالنسب المتعارف عليها في السلالات التي تم دراستها سابقا .

وينتقل الميكروب عن طريق تناول الخضر الملوثة  وخاصة التي تأكل نيئة ، وكذلك في اللحوم التي لا يتم طهيها جيدا ، واللبن الغير مبستر ، وكذلك عن طريق شرب المياه الملوثة بالبكتريا "المختلطة بماء الصرف" ويعتبر العاملين في المزارع الحيوانية من أكثر الناس عرضة للعدوى بالمرض. 

ووجد الباحثون أن السلالة المنتشرة حاليا مقاومة للعديد من المضادت الحيوية وحتى المستخدمة ضد البكتريا السالبة الجرام والتي تنتمي اليها بكتريا E.Coli  فيما عدا بعض الأنواع المعروفة ب carbapenem antibiotics  ، كما أنها تصيب الكبار وتصيب النساء بنسبة أكبر على عكس المتعارف عليه بخصوص هذه البكتريا حيث يكون الأطفال هم الأكثر تأثرا بالإصابة .

وحتى يتمكن العلماء من كشف النقاب عن السلالة الجديدة وإيجاد العلاج الأمثل لها والحد من انتشارها ، لا يبقى أمامنا الا الإلتزام بالإجراءات الصحية الوقائية مثل التأكد من نظافة اليدين والأظافر بشكل دائم ، لبس القفازات أثناء اعداد الطعام والتأكد من سلامة الطاهي وخلوه من الأمراض وهي وظيفة وزارات الصحة في الدول المختلفة ، وتجنب الوجبات الجاهزة والمعدٌة خارج المنزل قدر المستطاع ، حفظ الأطعمة في درجة حرارة مناسبة وحمايتها من الملوثات بتغطيتها ، الغسيل الجيد للخضروات ، والطهي الجيد للحوم. وهذه الإجراءات كفيلة بحماية الجسم من العديد من الأمراض والتي قد يحملها إلينا الصيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق