الجمعة، 11 مارس 2011

تسونامي Tsunami

في فورة الغضب المستعرة في العديد من دول العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط الأكثر سخونة وتفجرا في المنطقة، حيث تعالت الأصوات وتداخلت وسالت الدماء وأمتزجت وساد الهرج والمرج وكثر اللغط وأنتشرت الشائعات وعملت كل فرقة وكل طائفة وكل تيار في إتجاه مصالحها ونحو المزيد من المكتسبات ، تثور الطبيعة مجتاحة ما شيده بنو البشر في سنوات وسنوات ، تشعل الحرائق وتترك خلفها أعداد لا حصر لها من الضحايا .
أمام التسونامي تبدو مشاكلنا وصراعاتنا وأحلامنا وألامنا غاية في الضألة تضيع الصرخات أمام هدير المحيط الذي يعتمل تحت سطحه الكثير من الحركة والثورات والزلازل والتي تنشر أثارها المدمرة بقدر عظمة المحيط وعمقه ومائه الزاخر بالحياة والأسرار.
تنشأ موجات التسونامي المدمرة في المحيط الهادئ بسبب تحرك وإصطدام الصفائح التكتونية في طبقة الأرض السطحية  lithosphere  والتي تعوم على طبقة أخرى لزجة ساخنة تسمى طبقة asthenosphere حيث تتداخل الصفيحة الأثقل تحت الصفيحة الأخف محدثة هزة أرضية وتتسبب في حدوث رد فعل عمودي في صورة موجات متتالية عنيفة وتتجلى هذه الظاهرة واضحة في منطقة الحزام الناري المُمَيٌزة جيولوجيا  بالسلاسل الجبلية والخـنادق الـمـائية العمـيقة.
وتسونامي هي باليابانية مكونة من كلمتين "تسو" أي الميناء و "نامي" بمعنى موجات وهي تعبر عن سلسلة من الموجات المرتفعة والتي تسير بسرعة كبيرة جدا وصلت في تسونامي الذي حدث في 2004 إلى حوالي 480 كيلومتر في الساعة . هذه الموجات العملاقة المتسارعة قادرة على إحداث تأثيرات تدميرية بالمدن الساحلية لا يمكن حصرها ولا تداركها ويكون الحل الوحيد بإخلاء هذه المناطق التي تعرضت أو التي يحتمل أنها ستتعرض لها .
ومن أشهر موجات التسونامي التي تم تسجيلها:
* عام 2004 على شواطئ سومطرة والتي راح ضحيتها قرابة ال 280,000 شخص.
* عام 1976 على شواطئ الفلبين وراح ضحيته حوالي 5000 شخص.
* عام 1964 على شواطئ ألاسكا وراح ضحيته حوالي 132 شخص.
* عام 1896 على شواطئ اليابان وراح ضحيته حوالي 26,000 شخص.
* عام 1755 حيث دمر شواطئ البرتغال وأسبانيا والمغرب.
* وأخيرا تسونامي 2011 والذي لا يمكن تحديد الخسائر التي سيسفر عنها في هذا الوقت ولكن نرجو أن تكون أخف وطأة وأقل تدميرا فهذا العام ومنذ بدايته حمل لنا العديد من الهزات والكوارث وأصبحت أعداد الضحايا التي تسقط حولنا وأمامنا بشكل يومي شئ مفزع وإن كانت ثورات الطبيعة أكبر وأقوى من أن نتحكم بها ولا نملك لها إلا محاولة تقليل الخسائر الناجمة عنها فثورات البشر على الظلم ومطالبتهم بحقهم في الحياة لا يجب أن يسفك بسببها كل هذه الدماء البريئة ، وكذلك فالصراعات العرقية والطائفية والناتجة عن أنانية البشر وجهلهم بأن الجميع متساوين وليس من حق أحد أن يفني الأخر ليعيش أو يحرمه حقوقه ليتمتع هو بما ليس له يجب أن تتوقف. فالصراعات البشرية يمكن إيقافها بالقليل من التعقل والفهم، لماذا يتصرف الجميع وكأن نهاية العالم غداً؟

هناك تعليق واحد:

  1. خطر في بالي أن الدول العربية محمية من موجات التسونامي تقريباً لذلك لن يهتم احد لتلك الظاهرة التي تحدث في الجانب الاخر من العالم ولن يتخذوا أية احتياطات لها. بل الاسوء من ذلك ان كل تلك البلدان العربية غير مهيأة لاستقبال اية من الكوارث الطبيعية مهما كانت فتخيلي لو ان مثل ذلك الزلزال قد حدث في دولة عربية وبعده تسونامي لكم ستكون محصلة الضحايا ولأبيد شعب بكامله لاننا لا نعي تلك الامور الا بعد حدوثها.

    ردحذف