الخميس، 28 أكتوبر 2010

الخوف Fear

هو من أكثر المشاعر الأولية والبدائية التي عرفها الإنسان، ولولاه لما تمكن من البقاء على وجه الأرض طوال هذه السنوات وعلى مر العصور بالرغم من المخاطر التي كانت ولازالت تحدق به وتهدد وجوده ، فبالرغم من تربعه على عرش الكائنات الحية بسبب عقله المتطور إلا أن جسده أضعف من الكثير من الكائنات الأخرى وأقل قدرة على التحمل.
  ومشاعر الخوف من أولى المشاعر التي يختبرها الإنسان منذ خروجه للدنيا واستنشاقه الهواء لأول مرة، وأوله الخوف من فقدان الأم إذا غابت عن ناظري الوليد.
والخوف تفاعل يسري في الجسد كله فيقوم كل عضو بعمل تجهيزاته الخاصة لصد الخطر المحتمل.

التعرف على مصادر الخطر والتعامل معها:
تستقبل الحواس الخارجية المؤثرات المحيطة وتنقلها بشكل منتظم للمخ.
يوجد بالمخ منطقة خاصة تسمى النتوء اللوزي (الاميجدالا) ويقع أعلى جذع المخ على شكل لوزة بالقرب من قاعدة الدائرة الحوفية. هذا الجزء مسؤول عن الإنفعالات وتخزين المشاعر، وإذا كان تحليله للإشارات القادمة يثبت أن هناك بالفعل ما يشكل خطورة على الإنسان ، يبدأ في إعطاء إنذار للجسم بوجود خطر لابد من إجراء رد فعل مناسب له، فتبدأ أجزاء المخ الأخرى في تحفيز إفراز هرمونات الإيبينفرين وتنشط الدورة الدموية والعضلات ويخفق القلب بشكل سريع وتنشط أجزاء الذاكرة في المخ للوصول إلى الخبرات والمعلومات السابقة التى يمكن بها صد هذا النوع من الخطر وترتسم على الوجه علامات الخوف المميزة.

الخوف المرضي:
في بعض الحالات تصبح مشاعر الخوف ملازمة للإنسان حتى أنها تشكل له عائق عن إستكمال حياته أو الخوض فيها بشكل طبيعي ، وتفقده الكثير من الفرص وتتدهور بسببها علاقاته الإجتماعية وحياته الوظيفية، وهناك أعداد لا نهائية من حالات الخوف الغير منطقي مثل الخوف من المرتفعات والخوف من التواجد في الأماكن العامة والخوف من الأماكن المغلقة والخوف من الحشرات ، وهذه الحالات تحتاج للرعاية الطبية.
أغلب هذه الحالات يتم شفائها بدون عقاقير فقط باستخدام ألية خاصة يتعرض فيها المريض لمثيرات الخوف عنده سواء بشكل تدريجي أو مكثف ويتابع الطبيب حالته ويساعده على الإسترخاء والتعامل مع مسببات خوفه.
وفي النهاية لا يجب أن نترك للخوف مجالا للتحكم في حياتنا وإضاعة الفرص منا إذا كنا نثق من داخلنا من قدرتنا على الإنجاز.

هناك تعليق واحد:

  1. استطعت في سن 12 التغلب على رهاب الاماكن المرتفعة بمساعدة شقيقي الاكبر بطريقة غير علمية حيث كان يجبرني على صعود رافعات بناء كانت منصوبة جانب منزلنا وعلى ارتفاع عشرات الامتار. كنت اصل الى ثلاثة ارباع الارتفاع وابقى هناك لاكثر من ساعة حتة اعتاد الامر ويصبح الجلوس هناك متعة. مع الوقت فقدت ذلك الخوف واصبحت استمتع بالوقوف في تلك الأماكن

    ردحذف