الجمعة، 15 أكتوبر 2010

أزمة منتصف العمر

تختلف الأراء وتتباين وجهات النظر فيما يخص تحديد المرحلة العمرية التي يمكن الإصطلاح على تعريفها بمنتصف العمر، يختلف تقييمها بين الأجناس والمجتمعات وعلى حسب نظم الحياة والمعيشة، وإن كان هناك شبه إجماع في أنها بالنسبة للمرأة تتعلق بانقطاع الطمث وإحساس المرأة أنها فقدت جزء هام من أنوثتها مع فقدها القدرة على الإنجاب، إلا أنها بالنسبة للرجل ليس لها وقت محدد ولكنها في الغالب تكون مع إقتراب فترة التقاعد وإحساسه أن العمر فات منه الكثير، حيث يعيد تقييم أعماله وإنجازاته وحساباته فيما تمكن من تحقيقه أو عجز عن القيام به.
يبدأ الإنسان بالشعور في إنفلات الشباب من بين أصابعه، وظهور التجاعيد وعلامات الشيب، كما يجد أن أبنائه قد بدأوا في إختيار طريقهم في الحياة بشئ من الإستقلالية والتحرر.
بعض الناس يستطيعون تقبل تلك التغيرات وعيش المرحلة العمرية الجديدة بحلوها ومرها، والبعض الأخر يصاب بالعديد من المشكلات النفسية والإجتماعية نتيجة رفضهم للتقدم في السن وإحساسهم بنقص فرصهم في الحصول على مايريدون في الحياة.

الأعراض:
يبدأ الرجل في الإنطواء، ويقضي وقت أقل مع عائلته ويفكر في الخيانة الزوجية أو الزواج من امرأة أخرى لعل ذلك يعيد إليه أحلام الشباب الضائع.
تظهر عليه أعراض الإكتئاب وذلك بقلة الشهية وإضطرابات النوم.
وقد يلجأ الكثير من الناس لجراحات التجميل وحقن البوتوكس كمحاولة للحفاظ على مظهر شاب، خاصة في المجتمعات والمهن التي  تعزز هذه الصورة للشباب الدائم والتي لا مكان فيها لكبار السن.
بالنسبة للمرأة تعاني من العرق الغزير وتسارع دقات  القلب والشعور بالوهج الساخن في الجسم كله، بالإضافة للشعور بالوهن العام والكأبة.
وتبدأ الكتلة العضلية والعظمية في الجسم بالإنخفاض بينما تزيد الدهون وتتركز في مناطق كالبطن مما يزيد من الشعور العام بالضعف والوهن.
يرجع العلماء هذه التغيرات الفسيولوجية لنقص إفراز الجسم من هرمونات التيستوستيرون والبروجيستيرون، وقد يلجأ البعض للعلاج التعويضي ولكنه يجب أن يكون تحت إشراف طبي صارم.

وينصح الأطباء بضرورة الحفاظ على وزن مثالي والإعتماد على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، ومراجعة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية.

وبالرغم من أن أزمة منتصف العمر نالت إهتمام كبير من الأطباء وعلماء النفس، إلا أن بعض المجتمعات يمر فيها البشر بهذه المرحلة بشكل سلس ودون مشاكل تذكر، ولذلك يمكن إعتبارها أزمة إجتماعية أكثر منها أزمة صحية أو نفسية.
لذلك فليحاول كلا منا تقبل نفسه والإهتمام بها وتوسيع مجالات إهتمامه ومحاولة الإنشغال بهوايات وأعمال مفيدة تقيه من شر الإكتئاب والأزمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق