الجمعة، 14 يناير 2011

أمراض متوطنة Endemic Diseases

أعلنت منظمة الفاو إنحسار موجة إنفلونزا الطيور بفضل الجهود الدولية التي بذلت لمحاربتها من الكثير من الدول وأستثنت من ذلك خمسة دول توطن فيهم المرض وهذه الدول هي مصر وإندونيسيا والصين وبنجلادش وفيتنام ، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية إنتهاء وباء إنفلونزا الخنازير من العالم ولكنه وكالمعتاد لم ينتهي من مصر وإن توالت تصريحات وزير الصحة التي تؤكد أن المرض وبالرغم من عودة نشاطه وسقوط بعض الضحايا به فهو لم يتوطن في مصر.
هذان الخبران جذبا إهتمامي لحقيقة لم أنتبه لها من قبل ألا وهي أن الكثير من الأمراض التي تدخل مصر تجد لها أرض خصبة فتبقى وتتوطن وتسكن أجساد أبنائها لمئات وألاف السنين دون أي أمل في فنائها وإن فنت في دول العالم أجمع .
فعلى سبيل المثال توطنت ديدان البلهاريسيا في أراضي وأجساد المصريين منذ عهد الفراعنة قبل 5000 سنة وتم توصيف المرض في بعض البرديات  وحتى الأن فأعداد المصابين به من أبناء الشعب المصري مازالت تبعث على القلق وذلك ما تؤكده أحدث دراسة قامت بها جامعة مانشيستر بالإشتراك مع منظمة الخدمات الصحية الدولية بولاية فرجينيا بأمريكا والذين أكدوا أن العلماء قد عثروا على بقايا من بويضات البلهاريسيا على جدار الأمعاء والمثانة فى مومياوتين فرعونيتين يعود تاريخ إحداهما الى عصر الأسرة 20 فى القرن التاسع قبل الميلاد وبالرغم من مرور ألاف السنين فالمرض لم يعلن الرحيل ومازال العديد من الأشخاص يقعون ضحايا لديدانه الفتاكة بشكل يومي.
 ولا يمكن الحديث عن البلهاريسيا دون ذكر الفاشيولا أو الدودة الكبدية فكلاهما تعدان من أخطر الأمراض الطفيلية في مصر وتأثيرهما على الكبد مخرب.
بالإضافة للفيروسات الكبدية التي تنوعت وتحورت وتشكلت وأصابت كافة أنواعها أكباد المصريين وتسببت في إرتفاع معدلات الإصابة بأورام الكبد بنسب غير مسبوقة ، ناهيك عن ديدان الإنكلستوما والتي أختفت تقريبا من دول العالم وديدان الإسكارس والدودة الشريطية والديدان الدبوسية والهيمينولوبس والدوسنتاريا والجيارديا وجميعها تتسبب في أنيميا وسوء تغذية وإلتهابات معوية وتؤثر بشكل كبير على قدرات الأطفال وتحصيلهم الدراسي وصحتهم العامة وبالرغم من سهولة تجنب مثل هذه الأمراض باتباع القواعد الصحية البسيطة.

وللحيوانات أيضا نصيبها من الأمراض المتوطنة فهناك العديد من الأمراض التي تصيب الحيوان توطنت في مصر مثل الحمى القلاعية والتي أعلنت وزارة الصحة مؤخرا توطن ثلاثة سلالات منها في مصر نتيجة دخول حيوانات مصابة مستوردة من الدول الموبوءة بالمرض ، بالإضافة لأمراض أخرى كمرض الجلد العقدي.
ومن أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان معا والتي تشكل قنبلة موقوتة تستدعي الحذر والإهتمام هو مرض السل والذي توطن أيضا في مصر نظرا لإنعدام الثقافة الصحية في الكثير من المناطق وبسبب المستويات الإجتماعية والإقتصادية المتدنية.
وبالرغم من النتائج المريرة لتوطن مثل هذه الأمراض في مصر فهناك أمراض أكثر خطورة وأشد مرارة أخشى أنها أعلنت البقاء وتوطنت وتحتاج الكثير من الجهد واليقظة لعلاجها مثل الفساد بكل أشكاله واللامبالاة والجهل واليأس وغياب العدالة.
وجميعها أمراض ليس لها تحصينات أو علاجات متداولة في الأسواق.   

هناك تعليق واحد:

  1. الله يديم عليكي نعمه كلها
    ومنها
    الفهم امين
    احييكي من قلبي
    والى الأمام

    ردحذف