السبت، 19 نوفمبر 2011

في غياب القائد

عشرة أشهر من قيام الثورة في مصر ، ومازال الخلاف والشقاق والتحزب سيد الموقف ، ندور في دوائر مغلقة ، تتصارع الارادات والرغبات ، وتتشابك الخيوط ، وبالرغم من أن الجميع يتحدث لغة واحدة ويكرر نفس الأحاديث عن الحرية والحقوق والعدالة وحب الله والوطن ، الا أننا نفشل في فهم بعضنا البعض ، ونفشل في الاجتماع على مبدأ واحد والثبات عليه ، ونفقد الثقة في جميع الوجوه والاتجاهات ، فالكل له ثمن ، وبين سيف المعز وذهبه تتغير الذمم وتتبدل الأقوال وتهتز المبادئ وتضيع حقوق المهمشين والذين لا يتقنون فنون اللعبة. 
عشرة أشهر لم يظهر لنا وجه يمتلك صفات وخواص القائد يستطيع جمع ما تفرق ، ويمكن الاعتماد على قدراته في ايجاد حلول للمشاكل المستعصية، أو يمكن الركون الى أمانته وقوته وقدرته على الصمود والحشد ، وحتى من يتخذون مواقف قوية وتعلو أصواتهم سرعان ما تتبدل أحوالهم ويغيرون اتجاههم بعد لقاء مغلق تعقد فيه مساومات لا علاقة لها بشعب يريد أبسط حقوقه الانسانية ولا يعنيه حسابات الكبار واتفاقاتهم.
عشرة أشهر لا زرع ولا حصاد ولا بارقة أمل في تغيير حقيقي يمكنه أن يصنع فارق ، فكأننا نعيش الخدعة الكبرى حيث كل شئ يتم بشكل صوري والجميع على الساحة يقدم اداء مسرحي غث وفاشل .
محاكمات صورية لا ترقى حتى لأن تسمى بالمهزلة وعندما يطالب محامي اهالي الشهداء برد المحكمة تُسقط نقابة المحاميين عضويته!! 
قانون العزل السياسي وقانون الغدر لم ولن يتم تطبيقهما، ومازال الفاسدون يمرحون ويستعدون للعودة الى المجلس بلا حسيب ولا رقيب متحدين الثورة والثوار والشعب.
البلطجة أصبحت سيدة الموقف فكلما ارتفعت الأصوات مطالبة بمحاسبة المفسدين واعادة الحقوق لأصحابها أطلقوا عليهم البلطجية لترويعهم واخراسهم في حماية قوات الأمن!
نظام انتخابي مختلط من أعجب القوانين بلا أي ضمان لنزاهة العملية الانتخابية اللهم الا وعود وعهود من لا يحفظ عهدا ولا وعدا!
لماذا فشلت الثورة المصرية في انتاج قائد قوي يتمتع بالأمانة والمثابرة والشجاعة الكافية لتحمل المسؤولية ، ويمكنه ضم الجميع في نسيج واحد تحت لواء واحد من أجل هدف واحد؟
لماذا فشلنا جميعا أن نكون على قدر المسؤولية ونوحد أهدافنا وجهودنا؟ 
لماذا لا يفهم الجميع أن هذه الفترة مصيرية فإما أن نكون ... أو لن نكون أبدا.